الساعة البيولوجية

الساعة البيولوجية
إن إيقاع الساعة البيولوجية مسؤول عن التغيّرات الفيزيائية والعقلية والسلوكية ومن بينها معدل نبضات القلب على مدى 24 ساعة، حيث يتم التحكم بذلك عن طريق مجموعة من الجزيئات المتفاعلة والمترابطة في خلايا الجسم، ويتم التنسيق بينها في جزء من المخ المعروف بإسم النواة فوق التصالبية والتي تحتوي على 20000 خلية عصبية مرتكزة في المنطقة الهيبوثلمية في الدماغ البشري.

إن إيقاع الساعة البيولوجية يؤثّر على وظائف الجسم بالتغيير ما بين دورات الصحو والنوم، وإفراز الهرمونات ودرجة حرارة الجسم، وتتمركز النواة الفوق التصالبية فوق العصب البصري، وعندما يكون الضوء خفيفاً فإن هذه النواة تفرز الميلاتونين الذي يسبب الشعور بالنعاس ، وقد تم الإثبات بأن الجينات تتحكم بإيقاع الساعة البيولوجية لذا فهي تختلف من شخص لآخر، وكل هذه العوامل ينتج عنها تزامن دقيق ولكن يعاد ضبطها يومياً خلال 24 ساعة حسب المنبهات الخارجية لدورة الليل والنهار، والتي تتضمن اختلاف درجة إشعاع الشمس وتزايد النشاط البيئي والبشري حول الانسان.

إن القلب يستريح بشكل متناوب حسب إيقاع الساعة البيولوجية المسؤولة عن مستوى النشاطين العقلي والجسدي ، وأثناء النوم ينخفض نشاط الجهاز العصبي، وبهذه النقطة يصل دور راحة القلب لأخفض مستوى له ، وعند الاستيقاظ يتزايد معدل نبضات القلب ويكون في الذروة في فترة الصباح، وعند المرضى الذين يعانون من فرط النشاط يحصل ارتفاع في ضغط الدم بعد الاستيقاظ وتسمى هذه الحالة بالتدفق الصباحي.

تتجاوب نبضات القلب مع معدل الجزيئات المنتشرة عبر الجسم، فالخلايا بحاجة للمزيد من الأكسجين والتغذية لصرف الطاقة أثناء فترات نشاطها الخلوي، وتعدّ إيقاعات الساعة البيولوجية طريقة للخلايا العصبية في الدماغ لتنظيم نشاطات الخلية، لذا فإن معدل نبضات القلب يعتمد على دورة ال24 ساعة المنتظمة والدورية.

في دراسة لعام 2009، أوجدوا أن تمارين الايروبيك تعطي نتيجة واضحة في زيادة معدل نبضات القلب خلال دورة ال24 ساعة وخصوصاً في فترة النهار، وهذا التأثير يلاحظ في الصباح، ولكن لم يكن هناك أي تغييرات ملحوظة في الليل، فإن انخفاض معدل ضربات القلب يتم التجاوب معه بقلب عالي الكفاءة، فيلزمه القليل من الضربات كي ينجز نفس كمية الدوران، وهو العامل الذي يدل على صحة القلب.