قصــة وعبــرة

موضوع: قصــة وعبــرة الأربعاء مايو 02, 2012 2:27 am

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قـصــة وعـبــرة

كان هنالك عرب يسكنون الصحراء طلبا للرعي لمواشيهم , ومن عادة العرب التنقل

من مكان إلى مكان آخر حسب مايوجد العشب والكلأ والماء , وكان من هؤلاء العرب

رجل له أم كبيرة بالسن وهو وحيدها , وهذه الأم تفقد ذاكرتها في أغلب الأوقات

نظرا لكبر سنها , فكانت تهذي بولدها فلا تريده يفارقها , وكان هذارتها ( تخريفها )

يضايق ولدها منها ومن تصرفها عند قومه !

هكذا كان نظرة القاصر .

وفي أحد اليام أراد عربه أن يرحلوا لمكان آخر , فقال لزوجته ( وياللخسران ) :

أذا شدينا للرحيل , أتركي أمي بمكانها وأتركي عندها الماء والزاد حتى يأتي من يأخذها

ويخلصنا منها أو تموت !!!

فقالت الزوجة : أبشر سوف أنفذ ماأمرت .

شد العرب من الغد ومن بينهم هذا الرجل ....

قامت الزوجة وتركت أم زوجها بمكانها كما طلب زوجها منها , ولكنها فعلت امرا عجبا

لقد تركت ولدهما معها وتركت الزاد والماء ( وكان لهما طفل في السنة الأولى من عمره

وهو بكرهما وكان والده يحبه حبا عظيما , فإذا أستراح في الشق طلبه من زوجته ليلاعبه ويداعبه )

سار العرب وفي منتصف النهار نزلوا يرتاحون وترتاح مواشيهم , للأكل والرعي , حيث أنهم

من طلوع الشمس وهم يسيرون .

جلس كل مع أسرته ومواشيه, فطلب هذا الرجل ابنه كالعادة ليتسلى معه.

فقالت الزوجة : تركته مع أمك , لانريده .

قال : ماذا ؟ وهويصيح بها !

قالت : لأنه سوف يرميك بالصحراء كما رميت أمك .

فنزلت هذه الكلمات عليه كالصاعقة , فلم يرد على زوجته بكلمة واحدة

لأنه رأى أنه أخطأ فيما فعل مع أمه

أسرج فرسه وعاد لمكانهم مسرعا عساه يدرك ولده وأمه قبل أن تفترسهما السباع

لأن من عادة السباع والوحوش الكاسرة إذا شدت العربان عن منازلها تخلفهم في أمكنتهم

فتجد بقايا أطعمة وجيف مواش نافقة فتأكلها .

وصل الرجل إلى المكان وإذا أمه ضامة ولده إلى صدرها مخرجه رأسه لتنفس , ومن حولها

الذئاب تدور تريد الولد لتأكله , والأم ترميها بالحجارة , وتقول لها : أخزي أي أبعدي

هذا ولد فلاااان , وعندما رأى الرجل مايجرى لأمه مع الذئاب قتل عددا منها ببندقيته

وهرب البقية.

حمل أمه وولده بعدما قبل رأسها عدة قبلات وهو يبكي ندما على فعلته , وعاد بهما إلى قومه

فصار من بعدها بارا بأمه ولاتفارق عينه عينيها.

وزاد غلاء الزوجة عند زوجها , وصار إذا شدت العرب لمكان آخر يكون أول مايحمل على الجمل

أمه وهو يسير من خلفها على فرسه.

هذي قصة وعبرة لكل من لديه أم يحس أنها عبئ عليه

{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا } {الإسراء/23-25}