التوسع في التدريب يحسم أزمة التعليم الطبي

على الرغم من تباين الرؤى بشأن كيفية حل أزمة التعليم الطبي في المملكة، استبعد أكاديميون استيعاب كافة الطلاب المتميزين من خريجي القسم العلمي بالثانوية العامة رغم حصولهم على تقديرات عالية مشيرين الى أن معدلات طلاب الطب فى المملكة توازى المعدلات العالمية. ويعتقد الخبراء أن زيادة الأعداد ترتبط بالدرجة الأولى بتوفير التدريب المناسب للطلاب بالقرب من مقاعد الدراسة وأن الضغط على الجامعات لقبول أعداد متزايدة يمكن أن يؤدى الى نتائج عكسية. وفي مقابل ذلك يرى البعض الاخر ان القصور في مستوى خريجى الطلاب يعود الى حالات فردية، وان الجامعات تسعى للتوسع في قبول الطلاب ولكن وفق الامكانات المتوفرة خاصة ان الجانب العلمي يظل هو الاساس في دراسة الطب. كما يدعو هؤلاء وزارة الصحة الى أن تكون لديها روح المبادرة في استيعاب جميع الخريجين خاصة أن نسب السعودة لديها لا تزيد على 25% فقط.
يشير الدكتورعبدالله السعود طبيب سابق ومستثمر بالقطاع الصحي الى غياب التنسيق بين وزارة الصحة وكليات الطب فيما يتعلق بالجودة والمخرجات التعليمية، وأيد الجامعات في قبول أعداد قليلة لحرصها على الكيف وليس الكم مشيرا الى أن دراسة الطب ليست بالأمر الهين وكذلك صحة المرضى لذلك يجب ان يكون هناك انتقاء لمستوى الخريجين.
محدودية الأعداد أمرطبيعي
من جهته يقول الدكتور محمد بن عبدالله السلطان عميد القبول والتسجيل بجامعة الملك سعود للعلوم الصحية: لا يمكن أن يتحقق تأهيل الطلاب بمجرد مضاعفة أعداد القبول،،حيث إن ذلك يعنى خللا في جودة المخرجات على حد قوله، وطالب المؤسسات الصحية أن تبني كوادرها على مرحلة أطول والصبر كذلك إلى حين تخريج طلاب مؤهلين ومدربين بشكل صحيح. وقال انه لايمكن تحميل المسؤولية فقط الى الجامعات بل يجب ان تتحمل وزارة الصحة جزءا من المسؤولية.
وبدوره اعتبر الدكتور سعد بن محمد دعجم عميد القبول والتسجيل بجامعة الملك خالد: قلة مخرجات كليات الطب عامة أمر طبيعي لأن الدراسة في تلك التخصصات تتطلب قبول أعداد محددة ومنتقاة بعناية لأن التدريب في المراحل السريرية لتلك التخصصات مكلف ماديا ويجب ان يكون كافيا على حد قوله، مشيرا إلى أنه لو تم قبول أعداد كبيرة في هذه التخصصات فسيكون ذلك على حساب الجودة بكل تأكيد، وقال إنه لا يعتقد على حد علمه أن للجامعات أية صلة بندرة خريجي التخصصات الصحية بما فيها الطب وذلك لأنها تقبل الأعداد المعتمدة, ولا تبدأ الدراسة إلا وقد تم قبول الأعداد المقررة لها من المجالس المتخصصة بالجامعات ورأى ان حل المشكلة بات مسألة وقت مع التوسع في الكليات بجميع المناطق مؤخرا.

جزاك الله خير