قصور الخريجين

من جهته أكد الدكتور عبدالمنعم عبدالسلام الحياني أمين عام لجنة عمداء الطب بالمملكة أن القصور في مستوى بعض خريجي التخصصات الطبية يعتبر محدودا لأسباب تكاد تتعلق بالطبيب نفسه، مشيرا إلى أن سنة الامتياز الاجبارية وبرامج الدراسات العليا والزمالات السعودية كفيلة بدعم مهارات الطبيب. وقال إن جميع كليات الطب تعمل للنهوض بمستوى الطبيب السعودي وتسعى للرقى بمخرجاتها. وقال إن إعداد الطبيب المتمكن يحتاج الى العديد من الامكانات التعليمية والتدريبية لذا حرصت الكليات على أن تتناسب أعداد الطلاب المقبولين مع الامكانات التعليمية والتدريبية لكل كلية، مشيرا إلى أن كليات الطب الحكومية تعمل بطاقاتها القصوى حاليا وتتوسع تدريجيا بناء على تطور بنيتها التحتية التدريبية لا سيما وجود التدريب السريري الذي يتطلب مستشفيات ومراكز صحية تكفي لتدريب الطلاب والطالبات، وأكد أن أعداد الطلاب والطالبات في كليات الطب بالمملكة تتوافق مع الأعداد في كليات الطب العالمية المرموقة عالميا، وبالتالي من الصعوبة والخطورة الضغط على كليات الطب لتقبل المزيد لأن ذلك سيؤدي الى ضعف جودة المخرجات على حد قوله. وأكد أن لجنة عمداء كليات الطب تعمل على تطوير المخرجات من الأطباء والطبيبات منذ 3 أعوام من خلال وضع آليات ومواصفات استرشادية لأهم الجوانب الأساسية التي يجب توفيرها قبل الشروع في إنشاء أي كلية للطب بناء على المواصفات العالمية المعروفة، ولفت الى أن الطبيب السعودي المتخرج من كليات الطب بالمملكة أثبت جدارته في الابتعاث وأصبح مطلوبا لدى العديد من البرامج العالمية في أمريكا الشمالية وكندا وأوروبا، لافتا إلى أن مشكلة نقص أعداد الأطباء مشكلة عالمية وبحسب احصائيات وزارة الصحة فإن المملكة سوف تحتاج الى حوالي 65 ألف طبيب بحلول عام 2020 م. وأوضح أن من الحلول المهمة لزيادة عدد الطلاب الاهتمام بتوسيع أماكن التدريب السريري من خلال إيجاد مستشفى تعليمي لكل كلية.
من جهته قال الدكتور زهير أحمد السباعي رئيس مجلس إدارة معاهد السباعي الصحية إنه يجب إنشاء المزيد من المعاهد الصحية الأهلية وتشجيعها وتطويرها وليس إقفالها، مشيرا إلى أنه إن لم يتم ذلك فسوف نجد أنفسنا في مأزق لن نحسد عليه خلال أعوام قليلة من الآن لحاجة المملكة إلى تدريب ما لا يقل عن 500 ألف فني صحي سعودي خلال الـ 25 سنة القادمة إذا أردنا الوصول للمستوى الدولي المتعارف عليه في معدل الفنيين الصحيين على حد قوله، واشار إلى أن المملكة لديها حاليا نحو 75 ألف مساعد فني صحي سعودي تم تدريبهم خلال نصف قرن وأن الدعوة إلى تطوير المعاهد الصحية الأهلية يجب أن تشمل جميع المؤسسات الصحية الحكومية من مستشفيات ومراكز صحية وخطط وبرامج. وبيَّن أن من أهم وسائل تطوير المعاهد الصحية الأهلية دعم المسؤولين لرسوم الطلاب في المعاهد الصحية الأهلية بما لا يقل عن 35 ألف ريال سنويا، مؤكدا أن التعليم الجيد مكلف سواء أكان ذلك بالقروض الميسرة أو تغطيتها جزئيا أو كليا، لافتا إلى أن الدولة تصرف حاليا على الطالب في المعاهد الفنية الحكومية أكثر من 35 ألف ريال في السنة، ودعا الى وضع معايير للجودة وربط تحقيق المعاهد الصحية الأهلية لمعايير الجودة بدعمها ودعم طلابها، كذلك جعل التعليم في هذه المعاهد باللغة العربية، مشيرا إلى أنه من غير المعقول أن يستطيع خريج الثانوية العامة دراسة العلوم الصحية واستيعابها باللغة الإنجليزية بعد بضعة شهور من تعلم الإنجليزية في السنة التحضيرية.

طرح جميل