يعيد شغري في ديوانه « تميمة الرماد» الصادر حديثاً ترتيب الكائنات وفق ما تمليه الحالة الشعرية بين حبيبين يعيشان جميع أحوال الحبّ الذي يحيل جسديهما وروحيهما إلى قطعة من قطع الكون تتأثر بعوامله الجغرافية والبيئية ويسافران في حركاته وتنقلاته ويتقلبان في ظروفه الزمانية والمكانية.
أما قصيدة الديوان « تميمة الرماد « فهي أقرب إلى حكاية أسطورية يتشكّل فيها الحبّ من خلال الطبيعةالتي يعيد الشاعر ترتيب خصائصها فهو يصوّر الشاعر الرغبة كإعصار جارف يحترق فيه الحبيب ثم يتحوّل إلى رماد تحتفظ به الحبيبة كتميمة تتحوّل إذا اشتعلت «براكين» الشوق فيها إلى جنان من خمر ولبن وعسل، أما إذا هبّت « زلازل» المحبوبة وسالت الحمم من بين شقوقها فإنّ الحبيب يعود إلى هيئة الرماد تحتفظ به الحبيبة مرّة أخرى في صدرها في دورة ثانية للحب الممتزج بالطبيعة.
وفي قصيدة « تكوين « التي تشي منذ العنوان بخصائص الخلق نجد عبارات عالية الدلالة على اتحاد الكون بأزمنته وأمكنته وكائناته في الحبّ ليضع الحبيبين في مركز الوجود:
« حين اتّسع حنينك لضيق المكان، حين غمرتني وردة الصباح بأكمامها الحمراء، أخذت رأسي المحموم .. شوقاً إلى حضنها». ويختم شغري القصيدة بلحظة تشبه التّجلّي هي لحظة الخلق
وفي قصيدة « الكائناتُ تنتظرُ نهوضكِ « يقول:
« هل تمطّى الفجر في عينيكِ .. هل صفت السماء بنهوضكِ .. يا امرأة تنتظر يقظتها العصافير وأنا !!
ويقع الديوان في 122 صفحة من الورق الصقيل الذي يناسب تضمّنه لما يقارب 30 صورة للوحة تشكيلية بعدد القصائد لفنانين خليجين وعرب وعالميين.