سباق يومي في جدة بـ “حافلات منتهية الصلاحية” سائقون يطالبون بالتنظيم.. وملاك يبحثون عن تحديث مركباتهم

يشعر المواطن الآن بـ «الاسى» لما وصل اليه حال حافلات البلد في جدة.. فالسباق اليومي مستمر رغم انها «منتهية الصلاحية» بسبب تقادمها وعدم السماح لملاكها باستبدالها وتجديدها. وقال عدد من سائقي وملاك الحافلات انهم يعانون الامرين في استخدامها خاصة عندما تتعطل ولا يجدون اي قطع غيار لها اضافة الى قدم موديلاتها, وتمنوا ان تتاح لهم الفرصة لتحديثها وتجديدها وتمكينهم من شراء حافلات نقل عام حديثة. فيما اكد عدد من مستخدمي تلك الحافلات انهم على استعداد لدفع مبالغ اضافية مقابل توفير خدمة نقل ووسيلة نقل محترمة بدلا من الحافلات المتهالكة الموجودة.
واشاروا الى ان قرار ايقاف تجديد او تحديث هذه الحافلات لم يخدم للشركة المستفيدة من القرار.
في الوقت الذي يؤكد فيه مرور جدة ان ملاك هذه الحافلات يمكن لهم تجديد استمارات الحافلة بعد احضار وتوفير الاوراق والرخص المطلوبة.
«المدينة» تجولت داخل مركز تجمع الحافلات وفيه اختلط الحابل بالنابل فلا تعرف من السائق ومن الكومسري ومن المستخدم لتلك الحافلات ولا حتى من المتسوق او المتنزه.
يقول منصور بن علي إنه يقوم بعمل الكومسري وهي تجميع الركاب للحافلة حتى يتم شغل كافة المقاعد فيها وبعدها يتقاضي مبلغا لا يتجاوز الحفنة ريالات بحد اقصى 3 ريالات بعد اكتمال المقاعد, وقال انه يحضر كل مساء وينادي بصوته العالي على سير اتجاه الحافلة وانطلاقها ويعمل على جمع الركاب ولا يجد حرجا من ذلك لانه يبحث عن لقمة عيشة, واضاف انه يحرص على ان يتم شغل مقاعد الحافلة باسرع وقت حتى يبدا في اكمال شغل مقاعد الحافلة الاخرى.
من جهته قال عيضة القوزي: نقف امام مدخل الحافلة ونحدد سير اتجاهها ونبدا في منادات المتسوقين الراغبين في التوجه الى المنطقة التي ستنطلق اليها الحافلة ونبلغها بسير اتجاه الحافلة وقال القوزي انهم في بعض الاحيان يواجهون صعوبة في شغل كافة مقاعد الحافلة وبالتالي تجد بعض ملاك تلك الحافلات يغيرون مسار اتجاهاتهم من مسار لآخر حتى يظفروا باكبر عدد من الركاب, واشار الى انه يتقاضى ريالين فقط عندما يتم شعل كافة مقاعد الحافلة.

حافلات متهاكلة
ويقول عدد من الركاب ان حافلات خط البلد اصبحت لا تصلح للاستخدام, ومن بين هؤلاء الركاب يوسف بن محمد علي الذي اكد أن هذه الحافلات اصبحت متهالكة واننا كمستخدمين لها في تنقلاتنا من منطقة لاخرى نخشى على انفسنا وارواحنا من هذه الحافلات بسبب تقادمها وقدم موديلاتها وانعدام الصيانة لها اضافة الى احالة العامة للحافلة التي لا تصلح لاستخدامها ولكن اين البديل نحن مجبرون على استخدامها لعدم توفر البديل فلو كان هناك بديل مناسب ولو بسعر ضعف السعر المتداول الان لما استخدمنا هذه الحافلات الخربة, وقال ان بعض الحافلات يقود بها سائقها بسرعة عالية والباب الجانبي للحافلة لايمكن اغلاقه وتجده ينقل الركاب دون ادنى مسؤولية.
ويوافقة الراي زويد الزبيدي ويقول إن انعدام وسيلة نقل بديلة عن الحافلات المتهالكة اجبرنا على استخدام هذه الحافلات التي لا يقبل اي شخص الركوب فيها واضاف ان هذه الحافلات لا توجد باي بلد غير بلدنا بل على العكس اسوأ بلدان العالم وسائل النقل العام فيها افضل مما لدينا, وحقيقة لا اعرف من المتسبب في ذلك فنحن بلد خير وبلد نعمة, ومع ذلك اسوأ نقل عام في بلادنا, اتمنى ان يكون هناك حلول لهذه المشكلة وان يتم توفير وسائل نقل محترمة تحترم المواطن وتحترم المستخدم الذي يدفع المال من اجل ان يجد ما يرضية وهذا الشيء لا يتحقق نتيجة عدم وجود وسائل نقل محترمة بين احياء المدن الداخلية.

ملاك الحافلات
«المدينة» التقت عددا من ملاك الحافلات.. وهنا يقول العم حسن بن محمد الزهراني إنهم يعانون الامرين في عملهم على هذه الحافلات التي اصبحت اتعابها واضرارها اكثر من منافعها وقال انهم يعملون على هذه الحافلات من اجل الحصول على لقمة العيش لهم ولأسرهم وابنائهم الذين لا يجدون مدخلا للرزق غيرها غير أن ما يعانونه من مشاكل هذه الحافلات جعل لقمة العيش متعبه بالنسبة لهم. واستعرض الزهراني ما يعانية هو ورفاقه بعدم قدرتهم على تحسين حافلاتهم ونقل ملكياتهم عند البيع او الشراء وعدم قدرتهم على توفير حافلة حديثة بدلا من الحافلة المتهالكة التي يملكها منذ سنوات طويلة. وقال ان الفوضى في هذه الحافلات وصلت ذروتها حتى ان بعض السائقين هم من العمال المخالفة لأنظمة الاقامة والذين لا يلتزمون بالمسارات المحددة لهم في تصاريح التشغيل فتجد الحافلة مسارها المحدد والمكتوب عل جنبها في اتجاه وقائدها يسير بها الى اتجاه اخر ولذلك اصبحت الفوضى هي السمة الثابتة والواضحة على هذه الحافلات.
ويشتكي احمد البارق ورفيقة قليل الشهابي ان وافدين اصبحوا يسيطرون على تلك الحافلات حيث يقوم المستثمر او مالك الحافلة بتسليمها للوافد لتشغيلها والحصول على مبلغ مالي بشكل يومي ومؤجرة بمبلغ ثابت ومن المؤسف ان بعض هؤلاء الوافدين يمارسون هذا العمل وهم لا يحملون اقامة نظامية وبمشاهدتهم فرق الامن في نقطة تفتيش تجدهم على الفور يوقفون الحافلة ويغادرونها تاركين الركاب على وضعهم.

توقف نقل الملكية
ويبدي سالم السلمي استياءه من ايقاف عمليات نقل ملكية تلك الحافلات ومنع عمليات البيع والشراء فيها وقال ان ايقاف التصرف بهذه الحافلات وعدم تمكيننا من القيام بالبيع او الشراء بالطرق النظامية جعل هذه الحافلات متهالكة ومتقادمة لعدم قدرتها على تحديثها واستحداث او شراء حافلات حديثة وجديدة وقال انه عند شراء الحافلة التي من خلالها يوفر لقمة العيش له ولابنائه من احد معارفة وانه لم يتمكن من نقلها باسمة وان عملية البيع تمت بورقة خارجية ورفضت ادارة المرور نقل الملكية او التصرف بتلك الحافلة.
ويقول العم عطية بن علي انه يملك حافلة متهالكة موديلها 1975 م وقال إنه تواجهه مشاكل عديدة كل يوم في حافلته خاصة عندما تتعرض لخلل فني في الميكانيكا ولا يجد قطع غيار لاصلاحها وقال إنه يعرف ان الحافلة قديمة ومتهالكة ولكن ليس بمقدروه شراء حافلة حديثة لان هذا الامر ممنوع عليهم وان عملية بيع وشراء هذه الحافلات ممنوع وان شركة واحدة لديها حق احتكار عملية النقل وامتياز النقل العام مخصص لشركة واحدة وللاسف الشركة قامت بتوفير وسيلة نقل محترمة ولا الجهات المعنية منحتنا فرصة تحديث وسائل النقل التي نستخدمها في عملية نقل الركاب, وقال إن العديد من الركاب يتمنون وجود وسيلة نقل نظيفة ومرتبة وباسعار اعلى من المحددة الان ولكن للاسف حق الامتياز حرم الركاب من توفير وسيلة نقل محترمة في هذه البلاد.
من جانبه قال الدكتور طلعت حافظ ان معظم وسائل النقل الحالية غير صالحة للاستخدام وتنعدم فيها ادنى وسائل الامان والسلامة فهي مهترئة وتعود الى سنين بعيدة فصلاحيتها انتهت منذ وقت طويل فضلا عن غياب التنظيم. واضاف ان قائدي هذه الحافلات يجوبون الشوارع بطريقة رعناء ويقودون حافلاتهم بطريقة متهورة ما كانت سببا في كثير من الاحيان في حوادث مرورية قاتله. وتمنى ان يكون هناك تنظيم مميز لعملية النقل العام في المدن وخاصة الكبيرة فالمسالة لا تحتاج لكل هذه التعقيدات التي تسببت في وجود اسوأ خدمة نقل في العالم في بلادنا من خلال وجود حافلات خط البلدة المهترئة.