في ليلة لن تنساها مدينتا مدريد وبرشلونة ،نجح ريال مدريد في حسم كلاسيكو الكرة الأرضية والإقتراب من إستعادة لقب الليجا بفوز غال ومستحق على برشلونة بمعقله في الكامب نو بنتيجة 2-1 ،خلال المواجهة التي جمعت بين الفريقين مساء السبت بالأسبوع 35 للدوري الإسباني.
تقدم سامي خضيرة للريال في الدقيقة 17 ،قبل أن يتعادل برشلونة في الدقيقة 70 من اللقاء،لكن النجم البرتغالي رونالدو كانت له الكلمة النهائية عندما خطف هدف الفوز الغالي في الدقيقة 73.
ونجح الريال في رفع رصيده علي صدارة الليجا إلى 88 نقطة،ليوسع الفارق بينه وبين برشلونة الذي توقف رصيده عند 81 نقطة إلى 7 نقاط.
كما نجح الريال في إلحاق الهزيمة الأولى لبرشلونة على الكامب نو منذ 2007 والهزيمة الأولى لبرشلونة من الريال في الليجا تحت قيادة جوارديولا.
قدم الريال تحت قيادة مورينيو مباراة تكتيكية من الطراز الأول ،تفوق خلالها في كل شئ وتمكن نجومه من شل قدرات أبرز نجوم برشلونة ،وساعد الريال على ذلك أن معظم هؤلاء النجوم كانوا بعيدين كل البعد عن مستواهم وإتسم أداءهم بعصبية غير معهودة.
وكعادة لقاءات الكلاسيكو في الفترة الأخيرة دخل الريال اللقاء بحماس شديد وكاد رونالدو أن يفتتح التسجيل مبكراً من ضربة رأس إرتطمت برأس بويول وكادت أن تخدع فالديز الذي إرتقى لها وأبعدها عن المرمى لترتطم بالعارضة قبل أن تتحول إلى ركلة ركنية في الدقيقة 4.
حاول الريال الضغط بقوة على لاعبي برشلونة في منطقة وسط لحرمانهم من التمريرات التي يتميزون بها في هذه المنطقة ،ولم يكتفي لاعبو الريال بالضغط لقطع الكرة ،ولكنهم نجحوا في تنظيم هجمات مضادة شكلت خطورة على مرمى برشلونة.
بداية البلوجرانا في اللقاء جاءت أقل من المتوقع رغم بعض المحاولات القليلة لإفتتاح التهديف ،وفي الدقيقة 7 نجح ألفيش في قطع الكرة من راموس وإنطلق لينفرد بمرمى الريال،لكن كاسياس خرج في توقيت مثالي لينقذ مرماه من هدف مؤكد.
تحرك رونالدو بشكل جيد مع أوزيل وخضيرة ودي ماريا ونجحوا في تشكيل خطورة حقيقية على مرمى فالديز ،وفي الدقيقة 17 نجح الريال في ترجمة بدايته المتميزة للقاء إلى هدف مستحق من ضربة ركنية إرتقى لها بيبي عالياً وضربها بالرأس إرتدت من يد فالديز أمام المرمى لتجد بويول الذي تراخى بويول في إبعادها، لينقض عليها سامي خضيرة ويضربها من بين قدميه في الشباك الكتالونية.
وإذا كان الريال قد بدأ اللقاء بسيناريو تعودنا عليه في اللقاءات الأخيرة ،لكنه لم يكمل السيناريو لنهايته..ففي اللقاءات الماضية كان الريال يتقدم بهدف في البداية ويتراجع للخلف وهو ما لم يحدث في هذا اللقاء ،حيث واصل النادي الملكي ضغطه عقب الهدف ولم يمنح برشلونة الأداء بطريقته المعهودة بعد أن حرمه من المساحات التي يتحرك فيها بفضل التحركات النشيطة للاعبي الوسط.
عانى ليو ميسي كثيراً من الرقابة الصارمة التي فرضت عليه والتي منعته من تقديم شئ يذكر طوال الشوط الأول،وفشل تيو والفيش في الإختراق عن طريق الأجناب في ظل تفوق اربيلوا في الجانب الدفاعي الأيمن للريال ،وكوينتراو في الجبهة اليسرى وإن لم يكن بنفس تفوق أربيلوا،كذلك لم يقدم الثنائي تشافي وإنييستا مستويهما المعهود.
ورغم المعاناة الشديدة لبرشلونة في الإختراق ،إلا أن ميسي أهدى تمريرة حريرية لتشافي داخل منطقة الجزاء لينفرد بكاسياس ،لكنه سدد الكرة بجوار القائم مهدراً هدف التعادل في الدقيقة 26.
أداء الريال سار على وتيرة واحدة طوال الشوط الأول الذي نجح خلاله في السيطرة على منطقة الوسط ،وقبل أن ينتهي الشوط قاد أوزيل هجمة مرتدة من الجانب الأيمن ودخل منطقة الجزاء لكنه سدد الكرة في قدم بويول قبل أن تصل لرونالدو في مواجهة المرمى.
دخل برشلونة الشوط الثاني بشكل نسبي أفضل عما كان عليه في الشوط الاول ،وحاول محاصرة الريال في مناطقه الدفاعية لكن تراجع مستوى بعض العناصر الهجومية بالفريق حال دون ذلك الأمر الذي إستوجب سحب بعض العناصر وفي مقدمتها تيو الذي أهدر فرصة التعادل عندما إنفرد بمرمى الريال من تمريرة رائعة من تياجو في الدقيقة 52 لكنه أطاح بالكرة خارج المرمى بشكل غريب.
تحمل دفاع الريال عبئاً كبيراً خلال هذا الشوط في ظل المحاولات المتكررة من البلوجرانا في الإختراق من أجل إدراك التعادل،لكن الدفاع الملكي تصدى لكل هذه المحاولات ببراعة،ولم يكتف الملكي بالدفاع بل قام بتنظيم العديد من الهجمات المرتدة التي لم يحسن مهاجموه إستغلالها.
بعد مرور 69 دقيقة كاملة تدخل جوارديولا أخيراً بإجراء تغيير هجومي من خلال الدفع بسانشيز بدلاً من تشافي غير الموفق ،ومن أول لمسة للكرة نجح سانشيز في قلب الأوضاع بإحرازه هدف التعادل في الدقيقة 70 عندما تهيأت الكرة أمامه في مواجهة المرمى في نهاية هجمة مثيرة لبرشلونة ليضعها في الشباك وهو نائم على الأرض.
الفرحة الكتالونية لم تدم طويلا ً بعد أن إغتالها رونالدو بهدف رائع في الدقيقة 73 عندما نجح في ضرب الدفاع الكتالوني بتمريرة من أوزيل لينفرد النجم البرتغالي بفالديز ويراوغه بمهارة كبيرة ويسدد الكرة في المرمى الخالي معلناً عن التقدم من جديد.
أجرى مورينيو تغييره الأول بإشراك جرانيرو بدلاً من دي ماريا ،ورد جوارديولا بتغيير هجومي ثان بإشراك بيدرو بدلاً من إدريانو ،وأعقبه بتغيير ثالث تأخر كثيراً بإشراك فابريجاس بدلاً من تيو.
في الدقيقة 82 أهدر كريم بنزيمة فرصة تعزيز التقدم المدريدي ‘عندما قاد هجمة مرتدة سريعة ،لكنه بدلاً من أن يمرر الكرة لرونالدو لينفرد بالمرمى سدد الكرة في يد فالديز.
أجرى الريال تغييره الثاني من خلال الدفع بكاييخون بدلاً من مسعود اوزيل من أجل تأمين الفوز،ثم عاد وأجرى التغيير الثالث بإشراك هيجواين بدلاً من بنزيمة ليقتل الوقت المتبقي من اللقاء الذي إنتهى بفوز غال للريال.