وصف رئيس مجلس إدارة الجالية المصرية في المنطقة الغربية والجنوبية الدكتور سعيد يحيى أمس، قرار السعودية استدعاء سفيرها في مصر وإغلاق سفارتها وقنصليتيها في الإسكندرية والسويس، بـ»الحكيم» وبأنه يحمي البعثة السعودية ممن اعتبرهم بـ «الصبية المأجورين المحرضين من أطراف خارجية لاستهداف العلاقات السعودية المصرية».
وقررت السعودية أمس الأول، استدعاء سفيرها في مصر وإغلاق سفارتها بالقاهرة وقنصليتيها؛ مرجعة ذلك إلى المظاهرات والاحتجاجات الغير مبررة التي وقعت أمام بعثاتها في مصر، إضافة إلى محاولات اقتحامها وتهديد أمن وسلامة منسوبيها.
وحمل يحيى في حديث مع «المدينة» أمس، زوجة الموقوف في السعودية بتهمة تهريب أكثر من 21 الف قرص من عقار «زانكس» المخدر المحظور أحمد الجيزاوي، مسؤولية تأجيج الوضع، بعدما بعثت برسائل عبر وسائل الإعلام زعمت فيها أن زوجها أوقف بمنطقة الجوازات بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة؛ لتنفيذ حكم غيابي عليه بالسجن والجلد، وأن الحكم سينفذ يوم الجمعة.
وأبان أن نائب القنصل العام المصري بجدة أبلغه بتمكينه من زيارة الجيزاوي والإطلاع على محضر الواقعة، كما أنه اعترف بمحاولة تهريب أقراص يتجاوز عددها 21 ألف من عقار «زانكس»، مشيرًا إلى أن الجيزواي مُكن من محادثة زوجته عبر الهاتف.
وأشار رئيس مجلس إدارة الجالية المصرية في المنطقة الغربية والجنوبية إلى تطوع عدد من المحامين السعوديين للدفاع عن المتهم.
وأوضح يحي وهو قانوني وأكاديمي سبق له رئاسة قسم القانون بجامعة الملك عبدالعزيز أن الشخص الذي يرتكب مخالفة على أرض دولة فإنه يخضع لقانونها، فالجيزاوي مصري وأرتكب قضية على الأراضي السعودية، لذا يخضع للمحاكمة بالسعودية.
واعتبر أن ما تمر به العلاقات السعودية-المصرية هذه الأيام، سحابة عابرة، ستمر بسلام، مشيرًا إلى أن علاقة البلدين «مستهدفة»، وأن خطوة السعودية باستدعاء سفيرها، لابد منها لحماية بعثتها. وقال إن «المعتدين على السفارة السعودية صبية مأجورين محرضين من أطراف خارجية، وهم لا يمثلون 85 مليون مصري يكنون للمملكة وقيادتها وشعبها كل الاحترام والتقدير».
وأكد أنه كرئيس مجلس إدارة الجالية المصرية في المنطقة الغربية والجنوبية، لم يلمس يوما من الأيام بأن المقيم المصري بالسعودية مستهدف.
وكان رئيس مجلس إدارة الجالية المصرية في المنطقة الغربية والجنوبية سعيد يحيى أصدر بيانًا قال فيه إن «العلاقات السعودية - المصرية على مدى التاريخ علاقات استراتيجية نسجتها وشائج الدين والعروبة والأخوة، ولا يهزها عارض أو ظرف طاريء».
وأضاف: «انطلاقًا من هذه الحقيقة الراسخة، فإن أبناء الجالية المصرية في المنطقة الغربية والجنوبية بما يمثلونه من مختلف فئات وطوائف الشعب المصري، يعلنون استنكارهم الشديد لتصرفات فئة قليلة محدودة لا تمثل إلا نفسها ويدينون كل التجاوزات التي وقعت من هذه الفئة إزاء المملكة العربية السعودية وبعثتها الدبلوماسية في مصر».
وتابع: أن أبناء مصر العاملين في السعودية والذين يتجاوز عددهم المليون ونصف المليون يعيشون على هذه الأرض الطاهرة أرض الحرمين الشريفين ومهد الحضارة الإسلامية العريقة، بين إخوانهم بالسعودية في ظل ما تنعم به المملكة طوال عهودها وخاصة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أمن وأمان وعدل واستقرار تحت مظلة الشريعة الإسلامية «.
وأكد البيان أن أبناء مصر في المملكة يشعرون أنهم جزء لا يتجزأ من هذا الكيان العظيم يؤدون أعمالهم بكل إخلاص في بناء هذا الوطن العظيم، مؤمنين أن السعودية ومصر جناحان قويان للأمة العربية بهما نحلق نحو التطور والتقدم. وقال إن «أبناء مصر بالمملكة يلقون كل تقدير واحترام وأمن واستقرار يقدمون النموذج العملي لوحدة الأمة العرية التي لا تنفصم ولا تؤثر عليها أية أحداث عارضة أو أية أصوات شاردة». وأضاف: «تحية تقدير ومحبة لخادم الحرمين الشريفين ولحكومة المملكة وشعبها الشقيق وعرفان لما قدمته المملكة منذ قيامها من دعم وتأييد لمصر».