إنتزع مانشستر سيتي صدارة البريمير ليج بعد أن حقق أغلى ثلاث نقاط له هذا الموسم في الدوري الإنجليزي بعد فوزه 1-0 على منافسه يونايتد في دربي مدينة مانشستر الإنجليزية ، في المباراة التي أقيمت بينهما على ملعب الإتحاد معقل السيتي ضمن لقاءات الأسبوع 36 ، وبذلك يتساوى الفريقين برصيد 83 نقطة ، وإن كانت الصدارة لصالح السيتي ، وبفارق 8 أهداف عن المانيو .
جاءت المباراة مثيرة شهد شوطها الأول تنافسا بين هجوم السيتزن ودفاع يونايتد بينما جاء الشوط الثاني متكافئا بين الفريقين ، وأحرز هدف المباراة الوحيد كومباني في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع من الشوط الأول
الدربي بدأ مبكرا خارج الخطوط بين الماكر الاسكتلندي السير أليكس فيرجسون المدير الفني لليونايتد ، والداهية الإيطالي روبيرتو مانشيني المدير الفني لسيتي .. فيرجسون أراد الثأر من الهزيمة القاسية في مباراة الدور الأول 6-1 بمعقله بأولد ترافورد ، ومن جهة اَخرى يريد توسيع الفارق مع غريمه ، وحسم اللقب بشكل كبير ، وأمامه إما الفوز أو التعادل للمحافظة على الصدارة .. وفي المقابل مانشيني يريد إستعادة صدارة الدوري بفارق الأهداف ، وتأكيد التفوق في البريمير ليج ، ولن يحدث ذلك سوى بتحقيق الفوز على ملعب الإتحاد .
هذه المعطيات جعلت فيرجسون يلجأ للكثافة العددية في منتصف الملعب ، محققا مبدأ (إذا لم أسجل فلن يستقبل مرماي أهدافا) فلعب بطريقة 4-5-1 معتمدا على تقدم روني كرأس حربة ، ومن خلفه الخماسي جيجز ، وسكولز ، وسونج ، وكاريك ، وناني على أن يتقدم الثلاثي جيجز وكاريك وناني في حالة الهجوم ، بينما إحتفظ بالمتألق في الفترة الأخيرة ويلبك المهاجم الهداف ، وفالنسيا لاعب الوسط الأفضل من الجهة اليمنى في الدوري الإنجليزي هذا العام للدفع بهما إذا تعقدت الأمور وسجل الخصم .. أما مانشيني فلم يبحث سوى عن النقاط الثلاث فلعب بطريقته الهجومية المعتادة 4-2-3-1 معتمدا على تقدم أجويرو كرأس حربة ، ومن خلفه الثلاثي الهجومي كارلوس ديفيز الذي يقترب من أن يكون مهاجم ثاني بجوار أجويرو وإلى يمينه سمير نصري ومن الجهة اليسرى المتألق دافيد سيلفا ، وإحتفظ مانشيني ببالوتيلي كورقة رابحة خارج الخطوط .
الإثارة بدأت منذ الدقيقة الأولى عندما رفض لاعبو يونايتد فترة جس النبض ، وهاجموا في الدقيقة الأولى من خلال عرضية ناني ، ولكن الحارس جو هارت أنقذ الكرة قبل أن يقابلها روني ، وفي المقابل سيطر لاعبو السيتزن على منطقة المناورات في محاولة لإختراق دفاعات المانيو ، ولكن الحائط الدفاعي المتقدم للشياطين الحمر حال دون تشكيل خطورة حقيقية حتى الدقيقة 16 ، عندما إخترق بمهارته من الجهة اليسرى ، ومررها بينية لتيفيز الذي سددها عرضية في أقدام المدافعين .
وضح أن المانيو يؤدي مباراة دفاعية بكل خطوطه ، حيث نجح فيرجسون في بناء حائط صد دفاعي قوي من لاعبي خط منتصفه ، وجاء ذلك على حساب القوة الهجومية التي إعتمدت إستراتيجيته فيها على الجبهة اليسرى من خلال إنطلاقات ناني القليلة في الشوط الأول ، وإرسال الكرات الطويلة خلف الدفاع للسريع روني ، وهي الإستراتيجية التي لم تشكل أي خطورة على مرمى سيتي .
سيطر مانشستر سيتي على مجريات الشوط الأول تماما ، وإنطلقوا محاصرين دفاعات المانيو ، ووضحت تعليمات مانشيني بضرورة تبادل الكرات السريعة بعرض الملعب في محاولة (لخلخلة) الحائط الدفاعي ، وإرسال بينيات مفاجئة لأجويرو وتيفيز .. إلى جانب النشاط الملحوظ في الجهة اليمنى لسمير نصري حيث وضحت قوة هذه الجبهة التي أرسلت عرضيات عديدة لكن قوة دفاعات يونايتد ، وتسرع أجويرو كان وراء ضياع الفرص المتاحة .
في الوقت الذي كان يفكر فيه كل مدير فني فيما سيلقنه للاعبيه بين شوطي المباراة ، لعب دافيد سيلفا ركنية من الجهة اليمنى في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع ، ويقفز المدافع المتقدم فينسنت كومباني أعلى من جميع المدافعين ، ويقابل الكرة برأسه داخل مرمى دافيد دي خيا حارس المانيو محرزا هدف التقدم ليقلب الأمور تماما في أذهان فيرجسون ، ومانشيني وتعليماتهم بين الشوطين .
إذا كان شوط اللاعبين قد انتهى لصالح السيتي فمع بداية شوط المدربين وضحت تعليمات السير للاعبيه بضرورة تقدم جيجز وناني لإرسال الكرات العرضية لروني وبالفعل بدأ المانيو الشوط مهاجما ولكن وجود روني بمفرده بين أحضان مدافعي السيتي حال دون تشكيل خطورة واضحة على مرمى جو هارت حارس أصحاب الأرض .. بينما وضحت تعليمات مانشيني للاعبيه بضرورة الحفاظ على الفوز وطالبهم بالإعتماد على الهجمات المرتدة السريعة التي يجيدونها وسط توقعاته بإندفاع لاعبي المانيو بالهجوم وهو ما جعلهم يحققوا الفوز بسداسية في مباراة الدور الأول .
أدرك فيرجسون صعوبة تحقيق هدف التعادل بالتشكيل الدفاعي الذي يلعب به ولذلك دفع بالمهاجم ويلبك بدلا من لاعب الوسط سونج في الدقيقة 58 لتتبدل طريقة المانيو إلى 4-4-2 بتقدم ويلبك إلى جانب روني ومن خلفهم جيجز وناني ليهاجم الشياطين الحمر بأربعة لاعبين .. الحديث من خارج الخطوط إستمر بعدما دفع مانشيني بلاعب الوسط المدافع دي يونج بدلا من المهاجم تيفيز .
رغم تبدل الأوضاع بين الفريقين حيث لجأ يونايتد للتشكيل الهجومي بينما أصحاب الأرض إعتمدوا على الكثافة العددية الدفاعية في منتصف الملعب إلا أن الأمر لم يتبدل كثيرا فرغم المحاولات الهجومية لليونايتد إلا أن الهجمات المرتدة عن طريق يايا توريه شكلت خطورة على مرمى دي خيا .. وهو ما أثار حفيظة المدربين مانشيني وفيرجسون وحدثت مشادة كلامية غريبة بينهما .
الدقائق العشر الأخيرة شهدت تغييرات واضحة من الجانبين فلم يكن أمام السير أليكس فيرجسون سوى الدفع بأوراقه الهجومية فدفع بفالنسيا وأشلي يونج بدلا من ناني وسكولز وهو ماخلق فراغا في منتصف ملعب المانيو إستغله مانشيني بالدفع بريتشاردز بدلا من سيلفا لتقوية منتصف ملعبه ويسيطر السيتزن على منطقة المنتصف وتشكل هجماته خطورة واضحة وينقذ دي خيا حارس المانيو تسديدة كليشي بصعوبة ويحاول يونايتد في الوقت المحتسب بدلا من الضائع لكن الوقت لم يسعفهم في تحقيق أحلام جماهيرهم لتنتهي المباراة بفوز السيتي وتصدرهم للبريمير ليج .