نشرت هذه الصحيفة تقريرا مميزا للزميل فهد الثنيان ، وضع فيه أرقاما لحجم المشاريع بالمملكة وأنها تتجاوز بالريال ما يقارب 2،8 تريليون ريال ، وأن المشاريع التي لم تتم سواء سحبت أو تأخرت أو تعثرت تفوق أيضا تريليون ريال ، أرقام ضخمة تفوق ميزانية المملكة بكاملها التي لم تصل لتريليون واحد حتى الآن . ماذا تعني هذه الأرقام ؟ تعني أن قطاع البناء والتشييد هو في ذروة نشاطة وعملة ، أصبح القطاع هو الأساس في تحقيق التنمية والنمو الاقتصادي ، من بناء مستشفيات وجامعات وطرق وغيرها ، وقد نستمر لسنوات لن تقل عن خمس الى عشر سنوات بهذا الزخم الإنفاقي ، لسبب أن بلادنا بحاجة للبناء والنمو المستمر بلا توقف ، فالبنية التحتية تحتاج الكثير من العمل والإنجاز ، وتوزيع التنمية في بلادنا أيضا مهم جدا لخلق التوازن بينها .
الأهم هنا ، هل يوجد مقاولون يستطيعون القيام بهذا العمل الكبير والجبار من النمو في قطاع البناء والتشييد ؟ الواقع يقول إن هناك قصورا في المقاولين ، ورقم التعثر يفوق تريليون ريال ، وتأخر المشاريع في بعضها أو الانتظار كبير أيضا ، فهذا يعني أن قطاع المقاولات هنا لديه خلل وخلل ملموس في الإنجاز والعمل بالتوقيت المناسب . المقترح الآن هنا والمهم برأيي ، لماذا لا تؤسس الدولة شركة مقاولات كبرى على غرار شركتي سابك وأرامكو وغيرهما ؟ يشارك بها صندوق الاستثمارات العامة والتقاعد والتأمينات والقطاع الخاص والمواطنون بطرح أسهم هذه الشركة العملاقة للمقاولات للاكتتاب العام ، وستحقق الدولة مكاسب ضخمة وكبيرة منها ، توفير التكلفة فلن تكون كما هي ترسية المشاريع ، الرقابة على الجودة والكفاءه والوقت ، توظيف المواطنين ، هدفها ربحي وستحقق أرباحا لصناديق الدولة والقطاع الخاص والمواطنين ، الإمسك بالمشاريع بمختلف أنحاء المملكة ، وهي لن تكون محتكرة لكل المشاريع بل مع القطاع الخاص وداعم له ، كما تقوم بمشترياتها من الداخل سواء صناعة محلية أو تجزئة ، وغيرها من المكاسب الكبيرة ، ولن تتوقف الشركة عن العمل فالدولة تنفق سنويا مئات المليارات في التنمية والبناء ، لهذا يجب أن يكون لدينا " عملاق مقاولات " بفكر قطاع خاص تماما، لا علاقة له بعمل حكومي ، ويكون هدفه ربحيا بنسب مقبولة وعملية .
من المهم تأسيس هذه الشركة ، في قطاع البناء والتشييد ، وهي ستضيف فرصة استثمار هائلة وكبيرة ، ويكفي أن ننظر للقطاع السكني الذي يعاني منه 70% من المواطنين بعدم تملك منازل وحل هذه الفجوة تحتاج سنوات وسنوات ، وهذا كمثال ان هذه الشركة ، ان قدر لها الظهور ، لن تعاني ركودا أو صعوبات لعشرين سنة قادمة على الأقل .