كشف طارق ذياب وزير الشباب والرياضة التونسي عزمه مواصلة محاربة رموز الفساد من وزراء ومسؤولين متهمين في قضايا فساد وخاصة في قطاع الرياضة والتي أثبتت الملفات ضلوعهم في نهب أموال الشعب خدمة لمصالح نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي وعائلته والمقربين منه. وأكد طارق ذياب في حوار خاص مع وكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ) خلال زيارة رسمية إلى العاصمة القطرية الدوحة أنه أحال قبل فترة ما يزيد عن عشرة ملفات تتعلق بتورط مسؤولين سابقين في الدولة حتى يقول القضاء كلمته فيها مؤكدا أنه لن يتأخر أبدا عن مواصلة محاربة الفساد والمفسدين في وزارته ولازال يتابع العديد من الملفات الأخرى.
وتابع "الأموال المنهوبة كانت تذهب إلى الرصيد البنكي لهؤلاء المسؤولين ولمصلحة عائلة المخلوع وأقاربه وبعض الجمعيات المقربة من الحزب الحاكم لتخدم اهدافه ونشاطاته وكل هؤلاء الوزراء والمسؤولين كانو يخدمون مصلحة الرئيس السابق وزوجته والتجمع الدستوري الديمقراطي من أجل الحفاظ على مناصبهم ولم يخدموا أبدا الرياضة والرياضيين".
وأشار "هؤلاء تعاملوا بخبث مع اموال الوزارة حيث ان الجميع كانوا يهتمون بأنشطة وزارات أخرى ولكن جانبا كبيرا من الاموال كان في وزارة الرياضة ومنها تنتقل لتصرف على المنظمات والجمعيات التي تخدم صورة الحزب الحاكم والرئيس في الوقت الذي تعاني فيه الأندية وشباب تونس من البطالة وقلة الموارد". وحول الانتقاد الكبير الذي يتعرض له وموجة التشكيك في شخصه سواء من الإعلام التونسي وأطراف كثيرة أخرى، قال ذياب "ما يحز في نفسي هو أن يصل التشكيك إلى حد اعتبار أن المنصب أكبر مني، ولكني أقول أن هؤلاء لديهم الحق لأننا في تونس لم نتعود على ان يصبح رياضي وزيرا أو مسؤولا..كل ما طلبته هو الوقت اللازم لأقوم بعملي وبعد ذلك أترك الحكم للجميع".
وأكد "ما لا يعرفه الكثيرون أننا عملنا في صمت طيلة ثلاثة أشهر وحققنا أشياء كثيرة مثل توفير 2000 فرصة عمل، وهو ما لم يقم به أي مسؤول آخر كما أن بابي مفتوح للجميع ونسعى لمساعدة الاندية وحل المشاكل وبدأنا تفعيل الرياضة المدرسية وتحسين البنية التحتية الرياضية وسنقوم بإنشاء ديوان بالوزارة للإشراف على هذا الملف ونجهز مشروع جديد للرياضة النسائية وأيضا اخضاع الرياضيين إلى منظومة التأمين لتشمل 140 ألف رياضي وتطوير منظومة شركة التنمية الرياضية وهي مشاريع طموحة".
وحول نتائج الزيارة الرسمية إلى دولة قطر والخطوات الفعلية التي سيتم اتخاذها في الفترة القادمة بين البلدين، قال ذياب "بجانب مباحثاتنا حول ملف تشغيل العديد من الكوادر والكفاءات التونسية في مختلف القطاعات الرياضية بقطر، سيكون هناك خطوات سيتم تفعيلها في الأسابيع والأشهر القادمة إن شاء الله منها تخصيص اسبوع رياضي قطري تونسي سيقام مرة في تونس ومرة في قطر ستشارك فيه جميع الألعاب الجماعية والفردية لتحقيق أكبر قدر من الإستفادة واحتكاك الرياضيين ببعض للرفع من المستوى الرياضي".
وأوضح "تحدثت مع الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية حول هذه النقاط ووجدت أن هناك تقارب كبير بيني وبينه في الرؤى والأفكار وأيضا هناك امكانية لإجراء مباراة دولية ودية بين تونس وقطر يوم 15 أغسطس المقبل بطلب منا خاصة، وأن ذلك اليوم سيكون يوم الفيفا /الاتحاد الدولي لكرة القدم/ وأظن ان المباراة ستقام في ملعب رادس بتونس بالإضافة إلى أفكار كثيرة سنسعى لتطبيقها على أرض الواقع ان شاء الله". وتطرق طارق ذياب إلى معاناته من النظام السابق وعدد من المسؤولين وأشار، "في مناسبات عديدة طرحت أفكاري بجرأة وشجاعة ولكن هناك من لم يعجبه ذلك وكانت النتيجة هي منعي لسنوات من الظهور في التلفزيون وصفحات الجرائد ووصل الأمر إلى حد تلفيق التهم لشخصي والتضييق على عائلتي".
وحول ما إذا كان سينتقد الحكومة الحالية إذا لاحظ أنها حادت عن اهداف الثورة ولم تحقق طموحات الشعب التونسي، قال طارق ذياب "بدون شك..ليس لأني وزير في هذه الحكومة سأسكت.. إن شاهدت أخطاء واضحة سأتخذ قرار الاستقالة.. ولكن دون أي مجاملة أرى أن الحكومة الحالية تقوم بجهد كبير من أجل اعادة الاستقرار والأمن والتطوير الإقتصادي والإجتماعي ولا يجب أن نقلل من هذه المجهودات الكبيرة التي تبذلها الحكومة". وأبدى طارق ذياب مخاوفه من مستقبل الكرة التونسية في ظل الاوضاع الحالية وأكد أنه يخشى بالفعل من تواصل الإنعكاسات السلبية ورواسبها في السنوات المقبلة ولكنه في الوقت ذاته عبر عن أمله في أن يساهم من موقعه في تذليل الكثير من الصعوبات حتى يعود الإشعاع والتألق للكرة في تونس ومساعدة الاندية لمجابهة الصعوبات حتى يعود المشهد الرياضي التونسي إلى سابق تألقه.