باغت التشيكي جاروليم مدرب الأهلي مواطنه هايسك مدرب الهلال بتشكيلة ضمت عبد الرحيم الجيزاوي ، الذي أعتاد أن يجلسه إلى جواره على دكة البدلاء ، ليكون كلمة السر في الفوز الأهلاوي الثمين ، الذي حققه مساء اليوم على مضيفه الهلال في ذهاب نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال ، والذي أقيم على استاد الملك فهد الدولي بالرياض ( درة الملاعب) ، ليعزز حظوظه في التأهل للنهائي قبل موقعة الإياب في جدة الجمعة المقبل ، ولعب جيزاوي كجناح أيسر ، ففتح دفاع الهلال على مصراعيه امام هجوم الاهلي.
وسجل البديل عماد الحوسني الذي عاد لتشكيلة الأهلي بعد طول غياب هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 58 من عمر المباراة ن بعد ان كان قد حل في الدقيقة 40 في الشوط الاول مكان فيكتور الذي خرج متأثرا بألتواء في القدم .
ونجحت خلطة جاروليم السحرية ، في ان يقدم الاهلي واحدة من أجمل مبارياته هذا الموسم ، وكان قريبا من تحقيق فوز عريض .
في المقابل بدا الهلال مفككا بطيئا اتسم أدائه بالارتجال ، وتاه وسط ملعبه امام تفوق الوسط الأهلاوي .
الشوط الأول
حرم القائم الأيسر لمرمى عبد الله المعيوف حارس الأهلي ، الهلال من بداية صاعقة للشوط الأول ، عندما توغل المغربي يوسف العربي داخل منطقة الجزاء ، وبعد ان تلقى تمريرة ظن وهو خال من الرقابة ، وسدد كرة أرضية تجاوزت الحارس وارتطمت بالقائم الأيسر.
كانت هذه الكرة ترجمة حقيقية للبداية الهجومية للهلال مع صافرة البداية للأيطالي اندريه روميو حكم المباراة وبعدها بثلاث دقائق فقط جاء الرد الأهلاوي سريعا بتسديدة رائعة للبرازيلي كماتشو ، لتتكفل العارضة بالتصدي لها .
تقاسم الفريقان الربع الساعة الأولى من المباراة ، ليبسط الهلال سيطرة ميدانية منذ الدقيقة عشرين بفضل مفاجأة جاروليم مدرب الأهلي في هذه المباراة عبد الرحيم الجيزاوي ، الذي اعتاد على الاحتفاظ به الى جواره على دكة البدلاء ، حيث شكل الجيزاوي جبهة أهلاوية هجومية مرعبة ومزعجة لمدافعي الهلال ، وسنحت له اكثر من فرصة تسجيل ، وصنع أكثر من فرصة كانت أبرزها تسديدة تيسير الجاسم في الدقيقة 28 ، وتصدى لها العتيبي ببراعة ملفتة .
انكمش لاعبو الهلال بفضل سرعة الهجوم الأهلاوي وفاعليته ، بعد أن فرض الأهلي سيطرته ، بحسن الانسجام بين خطي الوسط والهجوم ، مدعمين بانطلاقات ظهيري الجنب .
في هذه الأثناء كان يوسف العرب وحيدا في أحضان مدافعي الأهلي ، لا حول له ولا قوة ، يعاني قلة التمرير من لاعبي الوسط الهلالي ، الذي توارى أمام تفوق الوسط الأهلاوي بقيادة المتألق تيسير الجاسم .
وفي الدقيقة 40 من زمن الشوط الأول أصاب عبد الرحيم الجيزاوي كل من في الملعب وخلف الشاشات بالرعب ، عندما سقط يتلوى فجأة على أرض الملعب ، مما استدعى الحكم إيقاف المباراة ، وأسرع إليه الجهاز الطبي ، واستمر إيقاف المباراة أكثر من أربع دقائق ظل الجيزاوي يتلقى خلالها العلاج ، من ضيق تنفس بسبب الغبار العالق الذي غطى سماء ملعب المباراة ، مما جعل الحكم يحتسب 6 دقائق وقتا بدل ضائع في الشوط الأول ، في هذه الأثناء ، لم يستطع فيكتور إكمال المباراة بسبب الأصابة التي تعرض لها في كرة مشتركة مع أسامة هوساوي ، عندما أصيب بإلتواء في القدم ، ليغادر الملعب ويحل مكانه عماد الحوسني ، في أول ظهور له بعد إصابة أبعدته ما يقارب ثلاثة أسابيع.
انتهى الشوط الأول بأفضلية أهلاوية ، الذي فعل كل شيء إلا هز الشباك ، وعاب مهاجمي الهلال داخل منطقة الجزاء ، الارتباك وبطء في التصرف مما سهل مهمة مدافعي الأهلي ، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
عزز الهلال هجومه مع بداية الشوط الثاني بالكوري سو يونج ، على حساب سالم الدوسري ، ليكون الى جوار المغربي يوسف العربي ، لكن الأداء الهجومي الهلالي لم يتغير كثيرا ، وظلت السيطرة الميدانية أهلاوية ، وان كان إيقاع اللعب أقل بكثير مقارنة بالفترة نفسها من الشوط الأول.
وظل الأداء على هذا النحو حتى الدقيقة 58 عندما كسر الحوسني الإيقاع بهدف ، بعد تنظيم هجومي أهلاوي رائع ، قاده تيسير الجاسم من وسط الملعب ، و مرر الى كماتشو ، الذي يلعب الكرة ساقطة خلف مدفعي الهلال الى عبد الرحيم جيزاوي الذي انطلق من ناحية اليسار ، مستغلا المساحات الخالية ،وتوغل داخل منطقة الجزاء ، ولعب كرة عرضية أرضية ، حولها المندفع عماد الحوسني في المرمى ، مسجلا هدف الأهلي الأول.
شعر الهلال بالخطر بعد الهدف الأهلاوي ، واندفع لاعبوه يبحثون عن التعديل ، لكنه كان اندفاعاً حماسيا ، افتقد للفكر الفني ، قابله دفاع أهلاوي منظم و منضبط ، بعد أن نجح ياروليم في ترميم دفاعاته بلاعب المحور المحترف الكولمبي بالمينو ، الذي لعب في مركز قلب الدفاع بجوار كامل الموسى ، وأجاد في هذا المكان ، وسد ثغرة كانت تشكل خطرا على الأهلي في المباريات السابقة.
في الدقيقة 27 يدخل السويدي ويلهامسون بدلا من أحمد الفريدي .
ساعد نزول ويلهامسون الهلال على فرض سيطرة نسبية على المباراة ، ولاحت للاعبيه فرص تهديفية ، ضاعت للرعونة والتسرع .
يجري الأهلي تغييره الأخير بخروج الظهير كامل المر متأثرا باصابة ويحل مكانه وليد باخشوين ، وكان الجيزاوي غادر الملعب ، وحل مكانه اللاعب الشاب ياسر الفهمي ، وفي المقابل يحاول هايسك اللحاق بالمباراة ، فيدفع بالمهاحم سعد الحارثي في الدقيقة 85 ، يستمر الحال على ما هو عليه ، ويحتسب الإيطالي روميو حمس دقائق وقتا بدلا ضائع ، وفي بدايتها يتلقى عماد الحوسني تمريرة ، كاد أن ينفرد قبل يمنعه المرشدي بالشد ، ويشهر الحكم البطاقة الصفراء للمرشدي ، ويحتسب ضربة حرة مباشرة ، نفذها كماتشو لكن العارضة تتصدى لها للمرة الثانية ، بعد ان كانت قد فعلتها في الشوط الأول ، وبعدها ينفرد الفهمي بالمرمى لكنه يهدر ، ويكثف الهلال هجومه لكن الدفاع الأهلاوي ومن خلفهم المعيوف ، يتألقون في التصدي حتى ينهى الحكم المباراة بفوز أهلاوي ثمين ، يعزز من حظوظه قبل مباراة الإياب الجمعة المقبل بجدة.