نظام الأسد يستبق جولة المراقبين بمداهمات واعتقالات

واصل فريق المراقبين الدوليين جولاتهم الميدانية للتحقق من وقف إطلاق النار، إذ شملت زياراتهم أمس مدينة الزبداني في ريف دمشق، ومدينة حمص في وسط البلاد، ومدينة حلب في الشمال، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن زيارة المراقبين لمدينة الباب في ريف حلب تزامنت مع حملة مداهمات واعتقالات نفذتها القوات السورية في المدينة.
وفي هذه الأثناء تتزايد الضغوط الدولية على النظام السوري، لكن شبح الفشل الدولي في البوسنة ورواندا يخيم على مهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان الذي يرفع اليوم تقريرا حول الأزمة السورية إلى مجلس الأمن.
وأعلن مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد تبنى أمس عقوبات جديدة ضد سورية بسبب استمرار العنف في البلاد على الرغم من إعلان وقف لإطلاق النار منذ عشرة أيام. وتمثل هذه الإجراءات قيودا على الصادرات إلى سورية من نوعين للبضائع وهما السلع الكمالية وبضائع يمكن استخدامها في القمع.
وبحسب مصدر دبلوماسي فإن الاتحاد الأوروبي يستهدف من خلال هذه العقوبات بشكل رمزي نمط حياة الرئيس وزوجته أسماء، بعد أن تناقلت الصحف مؤخرا أخبارا عن إقبالها على شراء المنتجات الفاخرة. وقال المصدر أن الهدف من العقوبات هو إفهام الأسد وزوجته والمقربين منهما وأيضا أعضاء النظام أن الأحداث في سورية ستؤدي إلى عواقب على نمط حياتهم. إلا أنه أقر في الوقت نفسه بسهولة الالتفاف حول هذا النوع من العقوبات وبأنها رمزية بشكل أساسي.
كما شددت سويسرا إجراءاتها بحق النظام السوري وفرضت عقوبات على والدة الرئيس السوري أنيسة الأسد، وزوجته أسماء وعدد من أعضاء الحكومة، حسبما أعلنت سكرتاريا الدولة لشؤون الاقتصاد أمس. وتشمل القائمة الجديدة للأشخاص الذين تشملهم عقوبات سويسرا بشرى الأسد شقيقة الرئيس السوري بشار، ومنال الأسد زوجة شقيقه الأصغر ماهر الذي يرأس الحرس الجمهوري.
وتابعت السكرتاريا أن النساء الأربع ومن خلال ارتباطهن بشخصيات تلعب دورا أساسيا في النظام «يستفدن من النظام ويعتبرن مرتبطات به».
ويرى محللون أن على مجلس الأمن الدولي أن يستعد لمواجهة طويلة الأمد مع نظام بشار الأسد في وقت يخيم شبح الفشل الدولي في البوسنة ورواندا على مهمة عنان الذي كان مسؤولا عن قسم عمليات السلام في الأمم المتحدة بين 1993 و1996 أي سنوات الحرب في البوسنة والإبادة في رواندا. وقال في السابق إن مذبحة ثمانية آلاف رجل وطفل مسلمين في سريبرينتسا (البوسنة) عام 1995 «ستظل وصمة على تاريخ الأمم المتحدة». كما صرح أنه كان بإمكانه «بذل المزيد من الجهود» من أجل وقف مذبحة 800 آلف شخص في رواندا في العام 1994. ونقل دبلوماسيون رفيعو المستوى عن الأمين العام السابق للأمم المتحدة تصميمه على عدم تكرار تلك الأخطاء. وقال دبلوماسي أجرى اتصالات مع عنان حول مهمته في سورية «كانت تلك أحداثا طبعت حياته».ونقل عن عنان قوله «إذا تعرض المراقبون لإطلاق نار أو حصلت مجازر، فالأمر لن يكون كما حصل في البوسنة، ولن نتصرف وكأن شيئا لم يكن».
وأفاد دبلوماسي غربي أن عنان يعتبر أن سلاحه الأساسي في هذه المواجهة هو هيبته ومصادقيته، وأنه سيخسرهما في حال فشل وقف إطلاق النار مرة أو مرتين أو ثلاثا كما حصل في البوسنة».