خالد السليمان
احتجت «الجرذان» على تشبيهي الفاسدين من بني جلدتي بها في مقال الأمس، وقالت: نحن على الأقل نولد ونموت بنفس الجلد لا نبدله ولا نتنكر له، أما بنو جلدتك الفاسدون فيبدلون جلودهم مع تبدل اتجاه رياح الدنيا وتغير أحوالها، نحن الجرذان لا نتنكر لهويتنا وأهلنا، أما بنو جلدتك فيتنكرون لماضيهم وأهليهم، وينسون ما كانوا عليه من حال الفقر والبساطة بمجرد أن تمتلئ بطونهم وتتورم خدودهم حتى يتوهموا أنهم ولدوا وهم يأكلون بملاعقهم المذهبة!
وقالت أيضا: نحن نأكل لنعيش ونتزاوج لنتكاثر، أما بنو جلدتك الفاسدون فيأكلون ليشعروا بالتخمة، والتكاثر الوحيد الذي يهتمون به هو تكاثر ثرواتهم، أما إذا كانت تهمتنا أننا حيوانات قذرة تنقل الأمراض، فإننا لن نكون أقذر من الفاسدين المفسدين البشر الذين يجسدون القذارة بكل معانيها.. قذارة المظهر وقذارة المخبر .. أما الأمراض فأي أمراض أفتك بالمجتمع من تلك التي تنهش قيمه وأخلاقه ومبادئه لتتركه مجتمعا عدائيا هشا يتناهشه الجشع والطمع وتحكمه أخلاق اللصوص والمجرمين؟!
الجرذان طالبتني بالاعتذار وهددتني بالشكوى، فقلت لها هدئي من روعك أيتها الجرذان الغاضبة، فقد تشابهت علينا الجرذان، ولم نعد نميز بين جرذان ما تحت الأرض وما فوقها.!