يا لها من أمسية كروية ممتعة ومشوقة من إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا كانت فيها قلعة الكامب نو مشتعلة حماس وترقب للإنقضاض على ضيفهم الثقيل والعنيد تشيلسي ومحاولة إنقاذ موسم برشلونة بالبقاء في البطولة الأوروبية بعدما بعثر غريمة التقليدي ريال مدريد حظوظه في تحقيق لقب الدوري
ليأتي الزرق ويكملوا ما بدأوه قبل أسبوع من الآن ويلحقوا بهم تعادل فيه كل المرارة ويخرجهم في أرضهم وبين جماهيرهم الغفيرة التي ظلت تساندهم وتدعهم حتى بعد صافرة الحكم
هنا نخصص الحديث عن تشيلسي، هذا الفريق اللندني الذي اعتدنا منه دائماً أن يخرج من رحم الظروف الصعبة والمعقدة ليخلق النجاح ويفرض احترامه على الجميع، كفريق مقاتل يلعب بروح قلما نشاهدها في الفرق الأخرى، يلعب كرة جماعية لا تعتمد على لاعب بعينه ويشارك فيها الجميع دفاعاً وهجوماً
أي فريق هذا الي يبدأ موسمه بإصابة أهم لاعب إرتكاز لديه مايكل إيسيان بقطع بالرباط الصليبي ويغيب لقرابة الـ 6 أشهر ويعوضه بناشئ إسباني يفتقد للخبرة الكافية رغم مستوياته المقبلة، ثم تتواصل الظروف السلبية على الفريق ويستمر فرناندو توريس أغلى لاعبي البريمرليغ بالصيام عن التهديف، ويذهب نجومه الأفارقة إلى البطولة الأفريقية ويغيبوا عن مباريات يناير بما فيها لقاء الذهاب من دوري أبطال أوروبا أمام نابولي في إيطاليا، ومن ثّم إبعاد مدرب هو الأغلى في تاريخ التدريب لتتم الاستعانة بمساعد مدرب، نعم أسطورة في النادي ولكن حديث العهد في التدريب فأبعد من ويست بروم لم يرى
ليأتي من بعيد ويصنع انتفاضة زرقاء أخذت تمزق كل من يقترب، انتفاضة لم يكن لها قائد، فلاعبوه اكتسبوا من الخبرة ما تمكن كل فرد منهم أي يصنع الفارق رغم تقدمهم بالسن ولكن الروح التي تثبها قلعة الستامفورد بريدج كانت كفيلة بإحياء الشباب في كل من لامبارد ودروجبا وتيري والبقية
ليكون بطل السداسية التاريخية وملك العقد الماضي ببطولاته وإنجازاته ماهو إلا ضحية لهذه الانتفاضة الزرقاء التي أودت بمسيرة برشلونة إلى الجحيم بخسارته لبطولتين في غضون 3 أيام فقط
عشاق تشيلسي لم يكن يؤرقهم أكثر من تعويض خروجهم المؤلم والدراماتيكي أمام ذات الفريق في 2009 بقذيفة إنييستا التي آلمة كل أنصار تشيلسي حتى يوم أمس، يوم أمس فقط الذي أستطاع فيه البلوز أن يحظى بفرصة جديدة لمقابلة برشلونة و يثأر لنفسه ولتلك المباراة التي تلاعب بها حكم اللقاء النرويجي الذي ودّع بعدها التحكيم الدولي دون رجعة
الآن فقط مشجع أسود لندن يستطيع أن يرتاح وتدب الحياة فيه من جديد بعدما ثأر لنفسه وجرّد برشلونة من لقبه كبطل للمسابقة ولكن هذه المرة يثأر بكل جدارة، بتحكيم عادل على الأقل من جهة أصحاب الأرض.. هنيئاً للتشلساوية بفريقهم فهو فخر إنجلترا الآن