عقب مباراة مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم 2010 تصدت صحيفة جزائرية وحيدة هي الشروق للحملة المصرية العارمة التي اندفعت ضد كل ما هو جزائري، كانت البرامج الفضائية والصحف المصرية مصحوبة بالشتائم تنوح كالعجائز المنقطعات على ما يكتب في "الشروق"، كانت الكفة غير متوازنة، لكن "الشروق" كسبت الجولة رغم أن أحدا لم يقرأها.
جريدة ضد جيش من المؤججين وأرتال من وسائل الإعلام المسعورة، فالغوغائية غبية ومرتبكة تهزم ذاتها دون كلفة، والذين ينبحون فضائيا لا يزعجون سوى أنفسهم، اليوم يفيض الـ"نايل سات" بشتيمتنا من ذات الوجوه والألسن، نفس الدكاكين الحكواتية والمصطبات "الكلمنجية" تتداول مسبتنا، تلهث خلف عظمة المزايدة الوطنية، تحتمي بظلها القصير، قصاصات حزبية ضيقة تظن بعيونها العمياء أن المملكة جدار قصير يمكن بقليل من الضوضاء السمعية الضغط عليها، زادتنا السنوات منذ "صوت العرب" وما تلاها صلابة وحرفة، نضحك على ما يروج كحفلة مجانية للهزل ومتابعة مهرجي الشاشات ككوميديا مفتوحة على خشبة مسرح كوني.
مصر طبعا ليست مجموعة أرجوزات يستضيفون بعضهم، لكن اللحظة الزمنية تفرد لهم مساحاتها وتوفر لهم فرصة تاريخية للتنصل من ماضيهم المتورط بكل ما هو رديء وتافه، والذين لا يستطيعون مكاشفة جمهورهم عن أسباب خسارة مباراة لا يمكن لهم إدارة حملة ضد بلد كالمملكة، هم أقل من ذلك وأدنى منزلة، لديهم عشرات القنوات ومئات البرامج الحوارية لكنهم يتحدثون كالأطفال ويولولون كالثكالى بآراء قطيعية وأفكار مسبقة الدفع السياسي.
شاهدوا انفعالاتهم، قليل من الدموع يا سادة لزوم المشاهد، نحتاج أداء تعبيريا أقوى، المخرج أخذته الغفوة، نام الحضور، "أكشن" حبا بالله، البطل خلف القضبان بتهمة تهريب المخدرات، والقطيع ينبح بدأب وتوالٍ.. فصل جديد من المأساة المصرية والليلة الكبيرة و"الليلة الكبيرة ياعمي والعالم كثيرة".