ما حدث في مصر الشقيقة من اعتداء سافر على سفارة المملكة وقنصليتها و إهانة و تطاول على المملكة العربية السعودية و رموزها و شعبها ، من قبل شرذمة تقاسمت جريمة التطاول في الشارع على مقرات بعثاتنا الدبلوماسية و بين الاستوديوهات الفضائية و الورقية لإعلام الردح و الارتزاق ، ما حدث هو إساءة في ذات الوقت لمصر و المصريين قبل أن يكون للسعودية و السعوديين ، و قد اعتدنا هنا في المملكة على مواقف مشابهة كلما قبض على مصري ارتكب جريمة يعاقب عليها النظام السعودي ، حيث تقوم الدنيا علينا و نصبح (رعاعاً و رعاة وحفاة و عراة و أمة بلا تاريخ و لا هم لنا إلا القبض على كل من يأتينا معتمراً بالمخدرات و الممنوعات )!!
وكان ينبغي أن يحفظ إخوتنا هناك للمملكة دعمها و مواقفها و احتضانها لأكثر من مليوني مصري يعيشون بيننا معززين مكرمين بدليل أن لو شكّت شرذمة الردح أن ثمة خطرا قد يتعرضون له في السعودية كما شعرنا على أبنائنا في مصر لفكروا كثيرا قبل أن يستعرضوا وقاحتهم على الفضاء ، ولأن الحليم حين يغضب ينبغي أن يتقى كان عليهم أيضا ألا يعتقدوا أن احترامنا للعلاقات التاريخية و الأخوية التي تربطنا بمصر العروبة و أهلها هو بسبب ضعفنا أو هشاشة موقفنا ، بل إنه صبر نحتمله و لا نكاد نطيقه تقديرا للأولويات و لما هو أهم ، و الدليل احتفالنا الكبير بحنكة و سداد موقف والدنا خادم الحرمين الشريفين حين استدعى سفيره و أغلق السفارة و القنصليات حماية لممثلينا هناك في ظل الانفلات الأمني و الفوضى التي تعصف بكل القيم و الأنظمة في الشارع المصري .
و كالعادة تردد ( المعدّدات ) و إعلام الردح اسطوانتهم المشروخة : علمناكم و لبسناكم و تفرجنا عليكم و تاريخنا و تاريخكم ، و لو عقلوا لعلموا أنه حين قدم المعلمون المصريون للسعودية لم يأتوا لإخراج السعوديين من الظلمات للنور بل حضورا لتنمية ذواتهم اقتصاديا و تعلموا منا كما تعلمنا منهم ، و الأجير الذي تقاضى أجر عمله لا ينبغي أن يمن بعمله ، كما أن مدارسنا اليوم تعج بالتلاميذ و الطلبة المصريين الذين يدرسهم بالمجان معلمون سعوديون ، كما أن السعودية لها مواقف تاريخية دعمت مصر في أزماتها و حروبها و تحملت معها الأعباء التنموية ووظفت نصيبا مفروضا من القوى العاملة المصرية فكانوا شركاء لنا فيما تحسدنا عليه الغوغاء منهم من نعمة البترول أدامها الله علينا ، و إن كان ثمة من يفخر بالتاريخ الفرعوني فنحن نفخر بتاريخ الإسلام الذي انبثق بيننا و نشره أجدادنا في كل الأصقاع و أولها مصر الشقيقة .