نفى وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو عقب اجتماعه برئيس الوزراء كمال الجنزوري أمس، أن تكون هناك أي تسويات في قضية المعتقل المصري بالمملكة أحمد الجيزاوي لحل الأزمة. وقال إن "العلاقات السعودية المصرية متينة وراسخة ولا يمكن أن تتأثر بما حدث، لأنها إستراتيجية، كما أنها أكثر عمقًا من أن تتأثر بأي أحداث أو خلافات عابرة". وأضاف "حزمة المساعدات المالية التي تعتزم السعودية تقديمها لمصر كنوع من الدعم الاقتصادي مستمرة". ونفى الوزير أن تكون هناك مبادلات بين المسجونين في كلا البلدين.
وحول تطورات قضية الجيزاوي وتداعياتها يشير الكاتب الصحفي ماهر حسين إلى وجود أصابع إيرانية، ويقول "لا يمكن النظر إلى الأزمة المصرية السعودية بمعزل عن الأطماع الفارسية أو التوسع الاستيطاني الإسرائيلي بفلسطين، فالأزمة جاءت متزامنة مع أزمة التصعيد الإيراني الكبير وغير المسبوق تجاه الجزر الإماراتية التي تحتلها إيران بالقوة في محاولة لفرض إرادتها التوسعية في المنطقة.. جاءت بالتزامن مع تصاعد الحملة الاستيطانية في فلسطين".
دور خارجي
من جانبه يقول أستاذ إدارة التغيير والتخطيط بمعهد كامبريدج بسويسرا، رئيس حزب ثوار التحرير حسام الشاذلي في تصريحات لـ "الوطن" إن "هناك بالفعل قوى خارجية تسعى لإشعال فتيل الأزمة بين مصر والمملكة، ومن بينها إسرائيل، وهي المستفيد الأول من الخلاف، على اعتبار أن السعودية من أهم الداعمين الاقتصاديين لمصر. ومن بين القوى الخارجيـة الأخـرى التي ربما استفادت مما يحدث إيـران، خاصــة أن مصـر كانـت وما تـزال داعماً لدول الخليج في أي صراع ينشب بينها وبين طهران".
علاقات إستراتيجية
من جانبه حذر رئيس مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية عمر الحسن من أي ضرر يلحق بالعلاقات بين القاهرة والرياض، وقال "أي خلاف عربي يصب في مصلحة إسرائيل وإيران، لأن الخليج يواجه تحديات أمنية من قبل طهران". وشدَّد على أن "مصر والسعودية كلتاهما تحتاجان لبعضهما البعض، لأن استقرار مصر يصب في صالح الأمن القومي العربي والخليجي، ولهذا أعلنت الرياض في بداية الثورة عن دعم الاقتصاد المصري بأكثر من 3 مليارات دولار".
أواصر مشتركة
أما رئيس حزب النور السلفي عماد عبد الغفور فيقول "لن يستفيد من الأزمة المصرية السعودية إلا عدوٌ متربص، أو حاقدٌ تقلقه متانة العلاقة بين أكبر وأهم دولتين في المنطقة، فمصر والسعودية لا يسعهما إلا الترابط، ولا خيار لهما إلا الحرص على المحافظة على جسور الإخاء والتعاون والاحترام الذي يتسامى فوق الأزمات العابرة، والأحداث الطارئة، والتصرفات غير المسؤولة"، وأضاف "العقيدة المشتركة ورابطة العروبة وأواصر الإخاء أكبر وأعظم من توتر عارض وحادث عابر".
اتهامات محددة
على صعيد آخر، تقدم محاميان مصريان ببلاغ أمس للنائب العام يتهمان فيه كلا من حركة شباب 6 أبريل، وحركة كفاية، ورئيس حزب غد الثورة أيمن نور والناشط السياسي أحمد دومة، والناشطة نوارة نجم، ووالدها الشاعر أحمد فؤاد نجم بالتحريض على التظاهر أمام السفارة السعودية. وذكر المحاميان يسري ومحمد عبد الرازق في بلاغهما "ترتب على التظاهرات توقف شركات السياحة عن العمل، إضافة إلى تعرض أكثر من مليوني مصري عاملين بالسعودية للقلق".