كنت قد نصحت اللاعب الكبير فنّاً وخلقاً وسمواً نفسياً «ياسر القحطاني» عبر هاءات قديمة جديدة وبعد أن حاولت بعض الألسن والأقلام والعقول النيل منه بطريقة لا يقدم عليها شريف رفيع وبعد الصمت المطبق من الاتحاد السعودي لكرة القدم بجميع لجانه بنصيحتين صدرت من قلب وضمير محب ساءه وأدمى قلبه أن تنتهك حرمات الأخوة ومن الإخوة لأهداف ضعيفة وضعيف أساليبها ومسوقيها وفاعليها فبئس الطريقة وأهلها، وتتلخص النصيحتان بـ»المغادرة الفورية»، «فلا خير في ساحة يشقى العزيز بها» مع احترامي للقصيدة التاريخية وشاعرها العملاق. والمغادرة تعني أولاً الاحتراف الخارجي في أيّ فريق وفي أيّ دوري، فالمهم هو البحث عن وسط نقي الأجواء صحي النفوس والأفئدة، لا تتجاوز فيه الإثارة حدود المعشبات الخضراء ولا تصل فيه مسألة التنافس المناطق المحرمة شرعاً وخلقاً وسلوكاً وأدباً وأخيراً «مرجلة» والجزء الثاني من المغادرة «الاعتزال الدولي» فهو ورغم كل ما جاءه خارج الملعب سلّطت عليه أقلام وألسن الصغار حتى فقد الميزتين، ولم يعد يجد نفسه أين تسير؛ فالمدرجات صنعت أهازيج الإفك فكتبتها شعراً ولحنتها وغنتها، وبعض الأجساد الفارغة تراقصت عليها حتى التي صمتت شوهدت في زاوية مظلمة وهي «تهز الخصر» طرباً ونشوة، بل إنه اتهم بتعاطي المنشطات وهو يخوض معركة مع بقية الصقور التي قصّت أجنحتها وبالكاد أصبحت تستطيع السير.. ورغم غضّ الطرف عن أصحاب الاتهام ومروجيه إلا أن «ثالثة الدواهي» حضرت في ممرات المعسكر الأخضر وأروقة لا يسمح لغير المختصين بدخولها وياسر ينظر بحسرة كيف يتهمني ظلماً بالأمس واليوم يكرم بالحضور، وكأن اتهامه والنيل منه وسام يعطى لأولئك. أيّها الجبل الأشم، ويا من تألمت من ظلم ذوي القربى، لقد تأخرت كثيراً يا أخي ولو كان لي من الأمر من قرار لطلبت منك الابتعاد قدر ما تستطيع، فأنت أصبحت عند أناس يقدرون الرجال ويحرصون عليهم، فقد عاقبوا أول صوت نشاز أراد أن يستورد العفن االمصدّر والمنتج محليّاً، فيما نحن دعمناك بصمت التخاذل، وبعض الأجساد ما زالت تردد: «هزي يا نواعم شعرك الحرير». الهاء الرابعة لا خاب ظني بالرفيق الموالي مالي مشاريهٍ على نايد الناس لعل قصر ما يجيله ظلالي ينهد من عال مبانيه للساس لاصار ما هو مدهل للرجالي وملجا لمن هو يشكي الضيم والباس